سلام
في مختبر صغير بجامعة شتيلينبوش في جنوب إفريقيا تجري ماريليزه بوثه، عالمة الأحياء الدقيقة، آخر الاختبارات على مصفاة مياه جديدة. ويشمل الاختبار الأخير فحص أداء المصفاة، التي تشبه كيس الشاي، على تنقية الماء، عن طريق تمرير كمية من المياه خلالها وتحليل نسبة نقاء المياه الناتجة.
مواصفات مثالية وسعر زهيد
وتقول بوثه إن المصفاة الجديدة "حل زهيد الثمن، فهي أرخص من المياه المعبأة في زجاجات أو أي مصفاة مياه في السوق حالياً. وتتميز هذه المصفاة ببساطتها وسهولة نقلها إلى مناطق نائية، بالإضافة إلى قدرتها على تنقية المياه وقتل الجراثيم الناقلة للأمراض في نفس الوقت، مما يمنع عودة هذه الجراثيم إلى البيئة مرة أخرى".
يعاني الملايين في إفريقيا من عدم توفر مياه صالحة للشربوحظيت هذه المصفاة ذات المميزات الكثيرة باهتمام كبير في جنوب إفريقيا، كما وطلبت منظمات إغاثة والأمم المتحدة كميات كبيرة منها، كونها تعاني من أزمة في توفير مياه صالحة للشرب في عدة مناطق حول العالم، خصوصاً في إفريقيا، حيث يعاني 300 مليون شخص من عدم قدرتهم على الحصول على مياه صالحة للشرب.
اختراع وليد الصدفة
ويشير البروفسور أويجن كلوته إلى أن فكرة المصفاة كانت صدفة محضة، مضيفاً: "لم نجر في البداية أي أبحاث في هذا الاتجاه، إذ كنا نحاول تطوير مصفاة لاستخدامها في المنشآت الصناعية. لكن عندما يجري المرء أبحاثه في مختبر صغير، فإن أبحاثه تكون أيضاً على مستوى صغير. لقد لاحظت النتائج التي توصلنا إليها باستخدام كميات صغيرة من المياه، وعندها بدأت أفكر في مصفاة مياه صغيرة".
ويتم ملء المصفاة بالفحم المنشط، الذي يتولى عملية تنقية المياه من الشوائب. لكن التقنية الرائدة في تصنيعها هي الطريقة التي يتم فيها معاملة غشاء التنقية، إذ تتم تغطيته بألياف النانو المطلية بمواد عضوية تقوم بقتل البكتيريا التي يتم إزالتها من المياه. هذا وسيتم تزويد المصفاة بآلية للسماح باستخدامها على أي فوهة لزجاجات البلاستيك التقليدية.
تحياتي